تُوّج المنتخب المغربي بلقب كأس العرب بعد مباراة نهائية مثيرة أمام المنتخب الأردني انتهت بنتيجة 3-2 عقب اللجوء إلى الوقت الإضافي، في لقاء حبس الأنفاس وشهد أداءً بطوليًا لأسود الأطلس، تألق خلاله أسامة طنان وعبد الرزاق حمد الله بشكل لافت.
وجاءت البداية مغربية مبكرة عندما سجّل أسامة طنان هدفًا استثنائيًا في الدقيقة الرابعة، بتسديدة جريئة وبعيدة من منتصف الملعب أربكت الحارس الأردني يزيد أبو ليلى ولم تترك له أي فرصة للتصدي، وسط دهشة الجماهير وزملائه الذين اعتبروا الهدف من الأجمل في البطولة.
وأشاد بعض لاعبي المغرب بطنان مؤكدين أن الهدف يعكس قيمته الفنية، وأنه بذل مجهودًا كبيرًا منذ انطلاق المنافسات، وأن تلك اللقطة كانت بمثابة دفعة معنوية أعادت إليه الثقة، وسط فرحة كبيرة داخل الملعب، حيث سارع اللاعبون للاحتفال معه بعد تسجيله مباشرة.
ورغم الهدف المغربي المبكر، أظهر المنتخب الأردني شخصية قوية، وتمكن علي علوان من قلب الطاولة في الشوط الثاني بتسجيله هدفين منحا “النشامى” أفضلية استمرت حتى الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي.
لكن المغرب رفض الاستسلام، وظهر البطل الثاني في الأمسية عبد الرزاق حمد الله، الذي أدرك التعادل في الدقيقة 88 بتسديدة من داخل منطقة الجزاء عقب متابعة كرة ثابتة، قبل أن يعود في الوقت الإضافي ليضيف هدف الفوز من داخل المنطقة مجددًا، مانحًا اللقب لأسود الأطلس بعد ريمونتادا مثيرة عززتها العزيمة والإصرار.
وعقب التتويج، أكد لاعبون من المنتخب المغربي أن حمد الله يمتلك حسًا تهديفيًا عاليًا يظهر في التدريبات والمباريات، وأن الفريق حرص على دعمه وتحفيزه ليقدم أفضل ما لديه في النهائي.
وبالتزامن مع اقتراب انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب، تتزايد آمال الجماهير المغربية في استمرار النجاحات، خاصة بعد الإنجاز التاريخي في مونديال 2022 بوصول المنتخب إلى نصف النهائي، وهو ما عزّز حضور الكرة المغربية عالميًا وجعل عقلية المنافسة على الألقاب أكثر رسوخًا.
واختتم اللاعبون حديثهم بالتأكيد على أن الأهم لم يكن طريقة تسجيل الأهداف بقدر ما كان الهدف الأكبر: التتويج باللقب وإسعاد الجماهير، في ظل مؤشرات واضحة على استمرار صعود كرة القدم المغربية وظهور أبطال جدد قادرين على رفع سقف الطموحات في المستقبل القريب.